حج آثم يزري بصاحبه ويمتهن قيمته ويوجب السخط، أيمكن هذا؟
ما الذي يحوله من حج مبرور إلى إثمٍ وزور؟
هل كان هؤلاء الحجاج المسيسون يعلمون بالخطيئة التي يرتكبونها في حق أنفسهم وتاريخهم وإنسانيتهم وكرامتهم، أم أنه البحث عن المجد الزائف والتمترس خلف كل ناعق وضيع واللعب على المشاعر والاستفادة المادية واقتناص الفرص القذرة للإثراء على حساب القيم والعدالة والانتماء؟
ليست البلوى في أنهم اختاروا الحج الذي يليق بهم!
ولكن المصيبة في مباهاتهم بأسوأ أنواع الحج وأوضعه!
إنهم عصابة من الحجاج نساءً ورجالاً باعوا ضمائرهم لإبليس واستحوذ عليهم الشيطان حتى أنساهم أنفسهم وإنسانيتهم!
الحج في اللغة هو القصد، تقول حججت إلى اليمن أي قصدت السفر إلى اليمن، ثم جاءت الشريعة لتنقل الحج من المعنى اللغوي إلى الاصطلاحي العبادي المعروف، وهو قصد البيت الحرام في مكة المكرمة.
والآن من هم أصحاب الحج الأثيم أصحاب الفعل الزنيم؟
إنهم أولئك الذين يمموا وجههم شطر بيت الخيانة في دمشق والتقوا رئيسه الملوثة يداه بدماء الشعب السوري المظلوم وأقاموا لهذا الحج الأثيم «شنة ورنة» وأوجدوا لأنفسهم مبررات كاذبة خادعة آثمة أسوأ من فعلهم الإجرامي ذاته.
مهرجو الأفلام ودعاة السقوط الأخلاقي من ممثلي المجون والسوء يزورون المجرم الإرهابي المطلوب دولياً في جرائم حرب في دمشق العروبة والإسلام ويلتقطون معه الصور التذكارية غير عابئين بدماء الأبرياء الذين قتلهم ولا دموع المظلومين الذين شردهم ولا معاناة المعاقين واليتامى وأهالي المفقودين والمحبوسين ولا أحزان ذوي الشهداء الذين أمر بقتلهم بخسة وبلا رحمة ولا إنسانية.
ليست البلوى في الزيارة المعلنة، ولكن المصيبة في التبرير السخيف والكاذب وبيع الشعارات الفضفاضة لهذه الفئة التي زارت ذاك المجرم العتيد.
فمثلاً أحد الفنانين المشاركين في الزيارة يقول لمنتقديه مبرراً الزيارة التهريجية «تعانون من جهل ولا تعرفون واقع عالمنا العربي، وسأزور العراق وليبيا واليمن».
هذا المهرج يتهم كل الأمة العاقلة المدركة بالجهل ويريد أن يعلمنا الصواب، إنه السقوط في مستنقع الانتصار للظلمة ودعمهم.
ولئن كنا نعجب من سلوك هذا الممثل، فإن عجبنا الأكبر واستنكارنا الأعظم من الزيارة التي أريد لها أن تكون سرية، ولكن فضحها الله وهي زيارة المطران الفلسطيني عطا الله حنا، الذي لطالما أصم آذاننا بالحديث عن العدالة ومحاربة الظلم والوقوف ضد جرائم اليهود في فلسطين، والذي بدلاً من الاعتذار عن هذه الزيارة التأييدية لمجرم حرب قتل شعبه ودمر بلاده واستجلب كل أراذلة الأرض إلى سورية كي يشاركوه جريمة تدمير تلك البلاد المباركة ويشردوا أهلها في سابقة إجرامية لم يشهدها التاريخ من قبل.
المطران حنا يقول لإحدى القنوات الفضائية «المتآمرون على سورية هم المتآمرون على فلسطين». ثم يضيف أكذوبة كبرى وافتراء يكذبه بنفسه في ذات اللقاء حينما شدد على أن أغلبية الفلسطينيين يؤيدون زيارته إلى سورية، ومعظمهم يدركون خطورة المؤامرة ضد دمشق، ثم يفند أكذوبته بنفسه حين كشف عن وجود معترضين على وجوده داخل المسجد الأقصى بسبب موقفه من سورية، على حسب قوله.
أهل فلسطين تبرأوا من زيارة المطران لمجرم الحرب بشار الأسد واعتبروها خيانة لدم الشهداء السوريين والفلسطينيين وإنكاراً لفضل هذا الشعب الذي لطالما آزرهم وساندهم واستقبلهم على أرضه وفتح لهم بيوته وقاسمهم لقمة العيش.
إنه السقوط بأوضح صوره وأبرز أشكاله، فحجهم حج غير مبرور وذنبهم ثابت غير مغفور ولا تقبل الله منهم هذا الوزر العظيم.