ما الذي يدفع استاذ جامعي عربي مسلم متخصص في علم (الفيزياء الكونية) إلى إعلان إعجابه ومديحه بعالم غربي فيزيائي ألف كتاباً ينفي فيه وجود الله؟!
من هو الاستاذ الجامعي العربي (المادح)؟ ومن هو الفيزيائي الغربي الممدوح؟ وما موقفنا من صاحبنا العربي الذي يعيش بيننا ويعلم أبناءنا؟
إنني تعرفت عليه قبل سنوات عندما قرأت له كتاباً عن الكون ذكر فيه رسالته ولقاءه بالعالم الكبير (ستيفن هوكنج)، ثم قرأت تعليقه بالفيس بوك على كتاب (التصميم العظيم) لذات العالم الذي أعلن فيه استغناء الكون عن الخالق.
ثم، شاهدت له يوتيوبات عدة في موضوعات تخصصية مثل حلقة (إن الله لا يلعب بالنرد) وهي عبارة لآينشتين وحلقة (ما قبل الانفجار العظيم) و(أزمة الفيزياء النظرية المعاصرة) و(الخلفية الكونية المايكروية شهادة ميلاد العالم) و(الأكوان الموازية – المتعددة)… وغيرها لكنني توقفت مع حلقته التي عنونها بـ (ستيفن هوكنج) آية من آيات الله!! وتساءلت كيف يكون الملحد علامة وآية من آيات الله؟!
فمن هذا البروفوسور العربي الذي أعلن عن اعجابه بملحد الغرب؟!
إنه محمد باسل الطائي استاذ الفيزياء الكونية بجامعة اليرموك في الأردن بدأ حياته مع علم الفيزياء باكراً. اذ جذبت اهتمامه ففضلها على الطب والهندسة. فدخل كلية العلوم بجامعة الموصل في العراق عام 1970 لكي يدرس الفيزياء.
في سنته الأولى ألقى محاضرة عن (تطور الكون) حضرها عدد كبير من الطلبة والاساتذة. رعاه رئيس الجامعة وقدم له الدعم المادي والمعنوي، خصص لهم مكتبا في الجامعة فقام في سنته (الثانية) بتأليف كتاب عنوانه (مدخل الى النظرية النسبية الخاصة والعامة) الذي خضع للتحكيم العلمي وطبعته له جامعة الموصل بداية العام 1974 عندما كان في سنته الرابعة. وفي سنته الثالثة ترجم كتاباً في (الجسميات الأولية) طبعته له الجامعة ايضا العام 1974 قبل تخرجه منها.
أرسلته الحكومة العراقية في بعثة الى المملكة المتحدة فالتحق بجامعة مانشستر وهنالك تخصص في نظرية المجال الكمي والنسبة العامة وكانت رسالته للدكتوراه في حساب طاقة الفراغ الكمي في فضاء آينشتين والتي تمكن من خلالها من حساب الطاقة الاساسية الأولى التي تخلق منها الكون. كما تضمنت الرسالة معالجة الطاقة المتولدة لتأليف الجسيمات الكتلوية الأولى عبر تكاثف جوز آينيشتين.
نشر عدداً كبيراً من الابحاث في دوريات علمية مرموقة بعضها قبل إكماله للدكتوراه ومازال مستمراً في ابحاثه، واشرف على عدد كبير من طلبة الدراسات العليا على مدى خمس وثلاثين سنة.
أنجز أبحاثاً حول الثقوب السود والنماذج الكونية والخلفية الكونية المايكروية والمادة المظلمة وأخيراً دراسة الكواكب خارج النظام الشمسي بغية استقصاء امكانية الحياة في اماكن أخرى من الكون.
شارك في عدد كبير من المؤتمرات العلمية العالمية والتقى بعدد من العلماء الكبار منهم ستيفن هوكنج وجون ديلر وسندرا سيخار وستيفن واينبرغ وكثير غيرهم وله حوارات ومراسلات مع بعضهم.
اهتم بفلسفة العلوم وبالأخص فلسفة الفيزياء ونشر العديد من الابحاث بالعربية والإنكليزية حول آراء المتكلمين المسلمين في المسائل الطبيعية ونشر كتاباً بعنوان (دقيق الكلام: الرؤية الاسلامية للفلسفة الطبيعية) علما ان له عشرة كتب مؤلفة ومترجمة منها كتاب (صيرورة الكون: مدارج العلم ومعارج الايمان). وقد شارك خلال السنوات العشرة الماضية في ندوات عدة لحوارات العلم والدين في جامعات اكسفورد وكانتبري وليفربول ومانشستر ويعكف الآن على تأليف كتابه باللغة الإنكليزية في مسائل عميقة في فلسفة العلم والدين بتكليف من مؤسسة كلام ريسيرج ان ميدياKalam Research& media، كما ستقوم تلك المؤسسة بترجمة كتاب حول دقيق الكلام الى الإنكيلزية.
وقد قام بإعداد وتقديم ونشر اكثر من 45 مقطع فيديو على اليوتيوب في مسائل علمية صرفة ومسائل الإيمان والإلحاد في محاولة لتنمية الثقافة المجتمعية العالية،
سافرت اليه في الإجازة الماضية وقضيت معه يومين اغرقته بالأسئلة بعد ان ارسلت اليه منذ فترة مواد علمية وفيديوهات لعلماء غربيين وعرب ومهتمين ايضا تطرقوا الى العلوم الكونية وقضايا الإيمان والإلحاد ونظرية المعرفة وسجلت معه خمس حلقات (الخلق من العدم) و(الأكوان المتعددة) و(قوانين الطبيعة وقوانين الفيزياء) و(فعل الله في العالم) و(غلطة عبقري ستيفن هوكنج) كانت من أمتع وأنفع الأيام، نعم إنه اثنى على مثابرة الملحد هوكنج العلمية رغم إصابته بالشلل الكامل ومدح موقفه من إسرائيل ونصرته للمنكوبين الفلسطينيين، وبين علو كعبه العلمي ولكن لكل جواد كبوة فما هي غلطة العبقري الكبرى ستيفن هوكنج كما يرى عالم الفيزياء العربي محمد باسل الطائي؟!… للحديث بقية.